ولدت السيدة نفيسة سعيد القطب عام 1911 في حي الكشك

عبد الغني القطب – صيدا – خاص موقع صيداويات‏

ولدت السيدة نفيسة سعيد القطب عام 1911 في حي الكشك الكائن في صيدا القديمة شرقي ‏المسجد العمري الكبير، لها أختان السيدة أنيسة أم محيي الدين والمحامي وفيق النوام، والسيدة ‏عائشة أم محيي الدين ورياض وسامي عبد الغني القطب، ولم يكن لها إخوة ذكور، تُوفي ‏والداها فاضطرت للإقامة في منزل شقيقتها الحاجة أم محيي الدين القطب، فعاشت مع عائلة ‏شقيقتها، وكان الناس يظنون أن أولاد شقيقتها هم أولادها، فكان تلامذتها ينادونهم ب"أولاد ‏المديرة".‏
تلقت علومها في مدارس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية، في زمن لم يكن يتعلم فيه إلا ‏القليل من الناس والأمية متفشية بين الرجال والنساء، كانت أعلى شهادة من المتوقع أن يحصل ‏عليها طالب متفوق هي شهادة السرتيفيكا، أي شهادة إنهاء الصف الخامس الإبتدائي. كان ‏أغلب المعلمين والمعلمات يتخرجون من الصف الخامس الإبتدائي ويزاولون فوراُ مهنة التعليم ‏بسبب ندرة المعلمين والمتعلمين، وقد بدأت السيدة نفيسة بالتعليم في سن مبكرة جداً، إذ لم تكن ‏قد بلغت الثالثة عشرة من عمرها عندما تم تعيينها معلمة في مدارس المقاصد اللإسلامية ‏براتب وقدره ليرتين ذهبيتين.‏
استمرت بالتعليم حتى العام 1947 عندما تم تعيينها مديرة لمدرسة عائشة أم المؤمنين، حيث ‏استمرت بمتابعة مهامها كمديرة حتى العام 1963 عندما قررت جمعية المقاصد صرف كل ‏معلم تجاوزت عدد سنين خدمته الخمس وعشرين عاماً، وكانت السيدة نفيسة في ذلك العام ‏‏1963 قد أتمت السنة الواحدة والأربعين في خدمة المقاصد والعلم والتعليم. توقفت عن العمل ‏وهي في قمة عطائها وأوج نشاطها وفي أعلى درجات العطاء والإبداع فقد عاشت وترعرعت ‏في جمعية المقاصد كتلميذة ومعلمة وإدارية ومديرة، واكتسبت خبرة عالية غير مسبوقة، فلم ‏تتزوج ووهبت حياتها ووقتها للعلم والتعليم وانصبت اهتماماتها وقدراتها في سبيل تحسين ‏الوضع التعليمي في مدارس جمعية المقاصد، وقد تخرج من بين يديها العديد من المعلمات ‏الذي أسسوا للمرحلة الذهبية لمدارس مقاصد وارتقوا إلى مستوى رفيع من التربية والتنشئة ‏والتعليم وخرجوا أجيالاً وأجيالاً، وعبروا بالمجتمع الصيداوي من مرحلة سادها الجهل ‏والحاجة للآخرين إلى مرحلة باتت صيدا تُخَرِّج الأطباء والمهندسين والمحامين والمعلمين ‏والمربين والوزراء والنواب ورؤساء الحكومات، وقلبوا معادلة المجتمع الصيداوي من مجتمع ‏شبه أمي إلى مجتمع متعلم يذهب معظم أطفاله وأولاده وشبانه وشاباته إلى المدارس لنيل العلم ‏وتحصيل المعرفة واكتساب الثقافة.‏